فقدت الساحة الثقافية التونسية الشاعر والروائي عبد الجبار العش
اليوم الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024، فقدت تونس علماً من أعلام الأدب والشعر، برحيل الشاعر والروائي الكبير عبد الجبار العش. هو الرجل الذي خط بيديه قصائد حملت في طياتها مشاعر الوطن والإنسانية، وأبدع في رواياته التي تحدثت بصدق عن هموم المجتمع والتحديات التي تواجهه.
وُلد عبد الجبار العش في عام 1960 بولاية صفاقس، المدينة التي طالما كانت مصدر إلهامه وإبداعه. انضم منذ شبابه إلى ركب الأدباء والشعراء التونسيين، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بإبداعاته الأدبية التي تعددت بين الشعر والرواية. كانت مجموعته الشعرية الشهيرة "جلنار" و"رواية وقائع المدينة الغريبة" من أبرز ما قدمه، حيث حصلت الأخيرة على جائزة الكومار الذهبي في عام 2001، وهو اعتراف بأثره الكبير في الأدب التونسي والعربي.
إبداع عبد الجبار العش: مزج بين الشعر والرواية
تميز عبد الجبار العش بقدرته على المزج بين أسلوبه الشعري الرقيق والروايات التي تتناول قضايا المجتمع من منظور فني راقٍ. فكانت كلماته مليئة بالتشبيهات التي تعبر عن أعماق النفس البشرية. وفي "رواية محاكمة كلب"، نجح في مزج الخيال والواقع بطريقة مبهرة، مقدماً صورة نقدية عن المجتمع.
مسيرة أدبية تتحدث عنها الأجيال
لم يكن عبد الجبار العش مجرد كاتب عابر، بل كان أديبًا ينحت اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الأدب التونسي. كلماته كانت صادقة إلى حد البكاء، وملامسة لقلوب القراء. لم يكن فقط راوياً للأحداث، بل كان ناقلاً للمشاعر، ما جعله يحتل مكانة خاصة بين عشاق الأدب.
إلى جانب كونه شاعراً وروائياً، كان الفقيد أستاذاً في معهد ترشيح المعلمين، حيث قام بتدريس مادة التربية البدنية، وهي مهنة أحبها بنفس القدر الذي أحب به الكتابة. وفي عمله كمدرس، استطاع أن يكون قدوةً للعديد من الشباب الذين تعلموا منه الانضباط والعطاء.
عبد الجبار العش: الأثر الذي لا يُمحى
برحيل عبد الجبار العش، يخسر الأدب التونسي والعربي أحد أبرع مبدعيه. ستظل كلماته محفورة في الذاكرة، وستستمر أعماله في إلهام الأجيال القادمة، لأنها ليست مجرد كتابات، بل هي إرث أدبي وإنساني. هذه الرحلة الأدبية التي انتهت على الأرض، ستظل حية في قلوب محبيه وفي صفحات رواياته وقصائده.
رحم الله عبد الجبار العش، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.